هل هناك حرب جديدة على غزة ؟ تحليل صهيوني ( اسرائيلي )
في ضوء التصعيد المكثف، هل نحن جاهزون للمواجهة التالية؟ هل سننتصر فيها؟ وكم سيكلفنا هذا من دماء؟ يجدر بوزير الدفاع ان يفكر في هذا قبل ان تضيق الطريق عليه -
إصنع هيئة بث وليس حربا: نساء مصممات يتظاهرن في كل يوم أمام وزارة الدفاع في تل ابيب ضد الحرب القادمة، التي تهدد بالوقوع علينا، هكذا تقول مراسلتنا لشؤون دم ابنائنا مع كل كليشيهات "لا مصلحة لاحد في الاشتعال"، إذ أن الهجمات في جبال سوريا وفي دمشق، المنسوبة لاسرائيل حسب منشورات أجنبية، الردود على الصواريخ من غزة، تصفية أحد قادة حماس، والتهدئات التي تأتي بعد ذلك – قد تكون كلها جديرة، ولكن التوقيت، الذي تبقى من التوقيت الشتوي، يرسم كل شيء كاستفزاز مقصود، ظاهرا، ويلحق بالنشاط سوريا، حزب الله، ايران وحماس من خلفهم.
باختصار، رياح حرب ونابالم في الهواء – ولي، مثلما للامهات الاخريات، ابنان في وحدات قتالية، والقلق يتعاظم وفي الليالي يعز النوم. نحن، كآباء وأمهات معتادين على التخويفات المتكررة من رئيس الوزراء، الذي هو نفسه لا يخاف الا من زوجته، من فقدان كرسيه ومن غيئولا ايفن؛ نحن خاف كرة الثلج، أو كرة النار، التي تبدأ بالتدحرج، وتتسارع لتلقى الدعم التلقائي من منتخبينا وجاهلينا التلقائيين، الذين يأملون في أن يبنوا أنفسهم من الحرب، ولكن لا يفترض ان يدفعوا الثمن عليها في حالة التعادل او الهزيمة.
بقدر ما أثق برئيس الاركان آيزنكوت، في أنه صوت متوازن ومسؤول، ففي النهاية القرار هو لوزير الدفاع، فهل ضاق الطريق في وجه ليبرمان، الذي بدا لزمن ما كراشد عقلاني يوجد في الحكم، قبل أن يفرغ خزان الامونيا في خليج حيفا؟ ولعل لامين المخزن السابق تحكه اصبعه التي على الزناد او على الزر؟ هل سيحاول أن يجسد ما وعد بانه يفعله هنية في غضون يومين، ويظهر لبينيت من هو سيد الامن الحقيقي، وهكذا ينقذ عمليا رئيس وزرائه من ورطة مشاكله، تحقيقاته، هيئاته واخفاقاته النفسية ويخلق وضع طوارىء وصفر انتقاد في صيغة "الصمت، نطلق النار!"؟
هل أُخذت بالحسبان امكانية تصعيد مكثفة، بما في ذلك صواريخ حزب الله. هل نحن جاهزون لها وللنصر الحاسم والنهائي فيها؟ ايحتمل على الاطلاق نصر كهذا؟ وكم سيكلفنا؟ وكم دما سيجبي منا التعادل؟ فكر في هذا يا وزير الدفاع واهدأ. فالناس لا تتوجه الى الحروب الاختيارية بل فقط لتلك التي لا خيار فيها.
"المكان الاكثر حرا في الجحيم سيحفظ لاولئك الذين يبقون حياديين عند النزاع الاخلاقي الكبير". هكذا قال في الماضي مارتين لوثر كينغ، وأنا اهدي قوله لوزراء الحكومة ولاعضاء الائتلاف والمعارضة الفهيمين، الذين يكذبون على أنفسهم؛ لعصبة الهراء التي تحيط نتنياهو وتقول آمين لكل جنوناته؛ لكحلون، اذا ما انثنى واذا لم يقاتل ضد قانون الاتصالات؛ ليئير لبيد ورجال يوجد مستقبل الذين يطلون كالسياح من اعالي الاستطلاعات على ما يجري هنا. فلعلهم هم من سيترجمون هذا القول كـ "المكان الافضل في الائتلاف التالي لنتنياهو سيحفظ لاولئك الذين يبقون حياديين"؟
الرئيس ترامب: كل الوعود الانتخابية للمرشح ترامب سقطت منه كما يتساقط الشعر الشائخ: السور ضد المتسللين من المكسيك بتمويل المكسيك، جباية ثمن من اعضاء الناتو، الغاء اوباما كير الصحفي، ادخال هيلاري الى السجن، مرابطة الموالين له في المفترقات السلطوية، القضاء على داعش، اثبات تنصتات اوباما، دحض الفريات عنه وعن رجاله بالعلاقات المحظورة مع بوتين، حظر الزوار من البلدات الاسلامية وحتى نقل السفارة الامريكية الى القدس وعدم التدخل في صراع الدولتين او دولة الابرتهايد – الشريعة الواحدة.
ولكن، ايها الصديقات والاصدقاء، لن تنتهي للرئيس الجديد الـ 45 حتى 100 يوم الرحمة التي يستحقها. بالاجماع مر 62 يوما على ولايته من أصل 1.780. تصوروا كم معجزة ورائعة سيتمكن ترامب من صنعها لامريكا العظيمة وللعالم في اثناء الـ 58 شهرا القادمة.