التخاطر العقلي (Telepathy) وتجربة السوفيت الرهيبة
في عام 1966م أجرى السوفيت تجربة رهيبة لم يسبقهم لها أحد ، وفاقت نتائج التجربة توقعات السوفيت أنفسهم لدرجة أنهم لم يستطيعوا أن يجدوا تفسير علمي لنتائج تجربتهم .
بدأت التجربة في إحدى ليالي نوفمبر عام 1966م قام مجموعة من العلماء الروس بتقسيم أنفسهم لمجموعتين الأولى كانت في موسكو والثانية كانت في ليننجراد التي تبعد عن موسكو 1000 كيلو متر و في مدينة «موسكو» جلس العلماء بداخل حجرة من الرصاص ومعهم شخص ادعى معرفته بالتخاطر اسمه (نيكولاييف). وفي مدينة «ليننجراد» جلس علماء المجموعة الثانية في حجرة من الرصاص مماثلة لنظيرتها بموسكو, ومعهم زميل (نيكولاييف) واسمه (كاتشسكي) وعندما وضع أحد العلماء ورقة أمام (نيكولاييف) وخط عليها من وحي اللحظة كلمات غير مترابطة ، ورسماً لا معنى له ،و راح نيكولاييف يحدق فيهما لحظات, فما كان من (كاتشسكي) الجالس في «ليننجراد» إلا أن قام برسم ذات الأشكال في نفس التوقيت وناولها لأحد العلماء عنده وقال : لست أدري ماذا يقصد بذلك ، ولكن هذا ما أرسله . الغريب والمدهش في الأمر أن أجهزة العلماء في الحجرتين, لم تسجل شيئًا
أصيب العلماء في موسكو وليننجراد بالذهول فقد استقبل “كاتشسكى” رسالة عقلية من “نيكولاييف” على بعد ألف كيلو متر بمنتهى الدقة .
من أخبر بهذه التجربة هو العالم السوفيتي “فلاديمير فيدلمان” ذكرها في مؤتمر لبحث الظواهر الخارقة عقد عام 1968م.
شكك الكثيرون في ذلك ، فإنجاز بهذا الحجم كيف لم يتكرر من عام 1966م حتى يومنا هذا . قد تكون التجربة قد عملت تحت ظروف معينة يصعب تكرارها أو ما شبه . لن نخوض كثيراً في ذلك وسننتقل للتجربة الثانية وهي تجربة مؤكدة قام بها علماء الغرب .
أجريت التجربة على سيدة لديها طفل صغير حيث قام مجموعة من العلماء بمراقبة السيدة دون أن تعلم ، وفي نفس الوقت أرسلوا بعض الرجال لطفل المرأة وأمروهم أن يخطفوا الطفل ويذهبوا به بعيداً وأن يضعوا السكين على رقبته . قام الرجال بذلك وكان بينهم وبين العلماء اتصال وفي نفس اللحظة التي وضعوا السكين على رقبة الطفل لاحظ العلماء اضطراب الشديد بدا على الأم وكأنه قد تم اتصال فائق بينها وبين ابنها في لحظة الخطر .
تجربة أخرى غريبة بعض الشيء قامت بها البحرية الأمريكية في السبعينات فيمحاولة منهم للتعرف على هذه الظاهرة في الأرانب؛ فقد أُرسلت “الأم” مع إحدى الغواصات إلى قعر المحيط فيما بقي تسعة من أبنائها في القاعدة البرية. وعند توقيت معين بدأ القائمون على التجربة بقتل أبناء الأرنب الواحد تلو الآخر . وفي ذات التوقيت كان الأطباء في الغواصة يقيسون ردود الفعل لدى الأم فلاحظوا انفعالات مفاجئة وتغيرات واضحة!!
كلما قتل أحد الصغار !!
وقبل أن نغوص أكثر في موضوعنا ، لنسأل ما هو التخاطر العقلي ؟
التخاطر العقلي (Telepathy) أو علم التليباثي كما يسميه البعض ، أصبح اليوم علم مستقل بذاته وخصص له أقسام في بعض الجامعات العالمية .
وقد عّرف التخاطر العقلي بعدة صور بعضها بعيدة عن الواقع كالسيطرة على عقل الآخر من خلال عقلك ، وأيضاً اختراق عقل الآخر ومعرفة ما لديه من معلومات باستخدام عقلك فقط وغيرها .
وحتى لا ندخل في متاهات العلماء والباحثين في تعريف التخاطر لنأخذ التخاطر العقلي بصورته الكاملة لدى كثير من العلماء وهي : أن التخاطر عبارة عن اتصال عقلي يتم بين شخصين يمكن من خلاله إرسال رسالة ونقل معلومة مهما بعدت المسافة بينهما .
ولو نظرنا بشيء من التأمل لبعض الأمور التي نمر بها في حياتنا ، لوجدنا بعض الأمور الغريبة التي لا نستطيع تفسيرها ، وهي أقرب ما تكون للتخاطر العقلي والاتصال الذهني الفائق .
فأحياناً يخطر ببالك صديق لم تقابله ولم تفكر فيه منذ مدة طويلة ، فما تمر ساعات على خاطرتك وإلا وتجد صديقك أمامك في مكان لم تتوقع رؤيته فيه .
مثال آخر : موقف مر به الكثير منا . يكون مجموعة من الأشخاص يواجهون مشكلة ما ولا يجدون لها حل تقليدي ، وفي أثناء تفكيرهم ، يجد أحد أفراد المجموعة حل مبتكر وقبل أن يقوله يجد فرد أخر يسابقه بالكلام ، وعندما نستمع لهم نجد أفكارهم متشابهة لحد التطابق ، وكأنه تم اتصال خاطف تناقلوا من خلاله ما توصل أحدهم له .
ولو بحثنا في ما كتب في المائة عام الماضية حول هذا الموضوع سنجد الكثير من التجارب التي حاول أصحابها إثبات إمكانية التخاطر وجاءت نتاج تلك التجارب دون المستوى المطلوب فلا هي بالتي أثبت عملية التخاطر ولا هي بالتي نفت إمكانية التخاطر . هذا فيما هو معلن ، لكن هناك دلائل قوية تشير إلى أن أبحاث الظواهر الخارقة ومنها التخاطر العقلي ، مدعومة وبقوة من قبل جهات عسكرية وتحيطها بستار رهيب من السرية والكتمان ، خاصة في المعسكر الشرقي (الروسي) لعلاقة ذلك بالأنشطة التجسسية ، ولجعلها سلاح سري يفاجأ به العدو في وقت الحاجة .
ختاماً : عجلة البحث العلمي في دول الشرق والغرب تجاوزت التخاطر العقلي إلى البحث في الظواهر الخارقة كتحريك الأشياء بالعقل ، والسيطرة على الحيوانات بالعقل وغير ذلك ، وإن كان بعض ذاك نوع من الجري خلف السراب ، إلا أن البحث العلمي لا يخسر معه أحد ، فكثيراً ما يثمر البحث باكتشافات مذهلة يقع عليها الباحث بطريق الصدفة وهو في طريقه لبحث آخر .